بقلم ايمان بخوش
ان ظهور اي جديد غالبا ما يطرح اتجاهه رأيين متناقضين، إما معارض لهذا الجديد ورافض له لعدة اسباب منها الموضوعية ومنها الذاتية،وإما مؤيد له – او حتى مؤيد حد الانبهار -بما لا يدع مجالا للتشكيك في هذا الجديد سوى لكونه جديد.
فهل صحيح ان كل جديد هو بالضرورة حل سحري للمشكلات التي تسبقه؟وهل كل جديد بالضرورة معاد لما هو قديم؟
لو حاولنا الاجابة عن التساؤلين السابقين،سيكون الجواب كالاتي:
1-صحيح ان كل ماهو جديد يحمل بالضرورة جزء من حل المشكلات التي تسبقه،لكونه يحاول الدخول من منافذ كانت مغلقة في غيابه،وهو ما يرتكز عليه الاعلام الجديد،الذي اكتسب شهرته لكونه فتح افاق جديدة للنقاش وطرح الاراء ، بطريقة خلاقة و عملية،وتمنح الجميع فرصة المشاركة في تبادل ونشر المعلومات.
2-كل ما هو جديد معاد لما هو قديم عند فئتين لا ثالث لهما ، الاولى التي تخاف من الجديد في حد ذاته ، وترفض ان يتغير الوضع القائم ، لان في ذلك مساس بالنمط العام للحياة،و فئة ثانية ترفض الجديد لكونه يشكل خطرا على مكانتها وسلطتها ويضعف من قوة تاثيرها، والرافضون للاعلام الجديد هم غالبا من الفئة الثانية .
مما سبق يبدو ان لكل جديد مؤيدين ومعارضين ، وهو ما ينسحب على الاعلام الجديد ايضا ، لكن ما اود ان اناقشه هو لماذا دوما او غالبا ما يوضع الاعلام الجديد في محل مواجهة مع الاعلام التقليدي؟ ولماذا الافتراض بان الاعلام الجديد سيقضي على الاعلام التقليدي؟
بعبارة اخرى ، الاغلبية – حسب ما لاحظت فقط -تعتقد دوما بوجود عدواة ما بين الاعلام الجديد والتقليدي، ولو ان الواقع يقول غير ذلك ، فالاعلام الجديد وان كان يحمل في طياته اساليب اتصالية جديدة ، سمحت للكثيرين بولوج عالم مفتوح على الاراء والافكار بمختلف اشكالها ، والغى الى حد ما بعض القيود التي كانت مفروضة على الصحافة التقليدية ، الا انه لم يكن بالضرورة معاديا للاعلام التقليدي او مهددا لمكانته ، فالمعروف انه رغم تعدد الوسائل الاتصالية وكثرة الاكتشافات لم تلغ اي وسيلة اتصال وسيلة اخرى،بل كل اداة ظلت محافظة على خصوصيتها وجمهورها ، فالراديو لم يلغ الصحافة المكتوبة ، والتلفزيون لم يلغ الراديو ، واعتقد ايضا ان ادوات الاعلام الجديد لن تشكل تهديدا على وسائل الاعلام التقليدية.
ان العلاقة بين الاعلام الجديد والتقليدي ، تتجاوز علاقة التضاد والتنافر لتصل الى علاقة التكامل والتداخل ، فالصحف باتت تعتمد على ادوات الاعلام الجديد في نقل الاخبار ، وكذلك القنوات التلفزيونية ، وعلى الجانب الاخر لا يمكن انكار ان وسائل الاعلام الجديد تعتمد في كثير من الاحيان على ما يتم بثه ونشره من خلال قنوات الاعلام التقليدي .
خلاصة القول لابد ان يتفق القائمون على الاعلام الجديد والتقليدي على وجود علاقة صحية تجمع بين الوسيلتين ، خصوصا في الوطن العربي ، اذ يبدو لي ان جزء لا باس به من النجاح الذي حققه الاعلام الجديد راجع الى بعض الحصص التلفزيونية التي تناولت هذا الموضوع ، و الاعلام التقليدي ايضا استفاد بشكل كبير مما يتم تداوله عبر المدونات والشبكات الاجتماعية ، لذا وجب تصحيح النظرة القائلة بان الاعلام الجديد سيهزم الاعلام التقليدي لان الاصح هو ان العلاقة بينها تكاملية اكثر منها تنافسية.
فهل صحيح ان كل جديد هو بالضرورة حل سحري للمشكلات التي تسبقه؟وهل كل جديد بالضرورة معاد لما هو قديم؟
لو حاولنا الاجابة عن التساؤلين السابقين،سيكون الجواب كالاتي:
1-صحيح ان كل ماهو جديد يحمل بالضرورة جزء من حل المشكلات التي تسبقه،لكونه يحاول الدخول من منافذ كانت مغلقة في غيابه،وهو ما يرتكز عليه الاعلام الجديد،الذي اكتسب شهرته لكونه فتح افاق جديدة للنقاش وطرح الاراء ، بطريقة خلاقة و عملية،وتمنح الجميع فرصة المشاركة في تبادل ونشر المعلومات.
2-كل ما هو جديد معاد لما هو قديم عند فئتين لا ثالث لهما ، الاولى التي تخاف من الجديد في حد ذاته ، وترفض ان يتغير الوضع القائم ، لان في ذلك مساس بالنمط العام للحياة،و فئة ثانية ترفض الجديد لكونه يشكل خطرا على مكانتها وسلطتها ويضعف من قوة تاثيرها، والرافضون للاعلام الجديد هم غالبا من الفئة الثانية .
مما سبق يبدو ان لكل جديد مؤيدين ومعارضين ، وهو ما ينسحب على الاعلام الجديد ايضا ، لكن ما اود ان اناقشه هو لماذا دوما او غالبا ما يوضع الاعلام الجديد في محل مواجهة مع الاعلام التقليدي؟ ولماذا الافتراض بان الاعلام الجديد سيقضي على الاعلام التقليدي؟
بعبارة اخرى ، الاغلبية – حسب ما لاحظت فقط -تعتقد دوما بوجود عدواة ما بين الاعلام الجديد والتقليدي، ولو ان الواقع يقول غير ذلك ، فالاعلام الجديد وان كان يحمل في طياته اساليب اتصالية جديدة ، سمحت للكثيرين بولوج عالم مفتوح على الاراء والافكار بمختلف اشكالها ، والغى الى حد ما بعض القيود التي كانت مفروضة على الصحافة التقليدية ، الا انه لم يكن بالضرورة معاديا للاعلام التقليدي او مهددا لمكانته ، فالمعروف انه رغم تعدد الوسائل الاتصالية وكثرة الاكتشافات لم تلغ اي وسيلة اتصال وسيلة اخرى،بل كل اداة ظلت محافظة على خصوصيتها وجمهورها ، فالراديو لم يلغ الصحافة المكتوبة ، والتلفزيون لم يلغ الراديو ، واعتقد ايضا ان ادوات الاعلام الجديد لن تشكل تهديدا على وسائل الاعلام التقليدية.
ان العلاقة بين الاعلام الجديد والتقليدي ، تتجاوز علاقة التضاد والتنافر لتصل الى علاقة التكامل والتداخل ، فالصحف باتت تعتمد على ادوات الاعلام الجديد في نقل الاخبار ، وكذلك القنوات التلفزيونية ، وعلى الجانب الاخر لا يمكن انكار ان وسائل الاعلام الجديد تعتمد في كثير من الاحيان على ما يتم بثه ونشره من خلال قنوات الاعلام التقليدي .
خلاصة القول لابد ان يتفق القائمون على الاعلام الجديد والتقليدي على وجود علاقة صحية تجمع بين الوسيلتين ، خصوصا في الوطن العربي ، اذ يبدو لي ان جزء لا باس به من النجاح الذي حققه الاعلام الجديد راجع الى بعض الحصص التلفزيونية التي تناولت هذا الموضوع ، و الاعلام التقليدي ايضا استفاد بشكل كبير مما يتم تداوله عبر المدونات والشبكات الاجتماعية ، لذا وجب تصحيح النظرة القائلة بان الاعلام الجديد سيهزم الاعلام التقليدي لان الاصح هو ان العلاقة بينها تكاملية اكثر منها تنافسية.
هناك تعليقان (2):
أبدعت بورك فيك
الفرق واضح بين الاعلام التقليدي والاعلام الجديد..
إرسال تعليق