شكل الإعلام في واقعنا المعاصر عصب الحياة، ولا ينكر أحد مدى الانتشار الواسع للبث الإعلامي سواء الإذاعي أو الفضائي، أو حتى المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، وتجاوزه لجميع الحدود وتخطيه أقصى المسافات، وأصبح أثره واضحًا على كافة الأصعدة

الجمعة، 31 ديسمبر 2010

دور وسائل الإعلام في بناء الإطار المعرفي

وهو دور من أهم الأدوار التي يمكن أن تقوم بها وسائل الإعلام, ذلك أن بناء الإطار المعرفي للفرد
 في واقعه الاجتماعي إنما يعتمد في الأساس على خبراته المباشرة وغير المباشرة بالواقع الاجتماعي
المحيط به, ونظراً لصعوبة اعتماد الأفراد على خبرات مباشرة في فهم هذا الواقع بحكم الحيز الزمني
 الذي يمكن أن يتوفر للإنسان, ومحدودية الفرص المتاحة له للتعرف على ما يحيط به على نحو مباشر,
 فإنهم يعوضون ذلك باعتمادهم على وسائل الإعلام التي تقدم للأفراد المعلومات عن واقعهم, وبذلك تسهم
 هذه الوسائل كغيرها من مؤسسات المجتمع في تشكيل إدراك الأفراد لواقعهم وأدوارهم في ذلك الواقع.
ولقد ظهر مفهوم التربية الإعلامية في أواخر الستينات, وتطور ذلك المفهوم وأصبح ينظر إليه على أنه
 تعليم بشأن الإعلام وبشأن تقنيات وسائل الإعلام الحديثة, يهدف إلى إعداد الشباب لفهم الثقافة الإعلامية
 التي تحيط بهم والمشاركة فيها بصورة فعالة, أي التعليم والتعلم بشأن الإعلام حيث يكون الأطفال والشباب
 هم المستهلك الرئيس للخدمات الإعلامية.
 ويجب في هذا الإطار ضمان حرية الصحافة والرأي في إطار التعادلية بين حقوق الصحفيين وواجباتهم,
 وحق المواطن في صيانة حياته الخاصة من أي تشهير أو اعتداء أمر في غاية الأهمية.
كما أن أهم وظائف المقال النقدي هو التقويم, وهو جوهر المقال التحليلي الذي يعتمد على ثقافة كاتبه المتعمقة
 في مجالاته المتخصصة, ويعتمد على النقد العقلي للدوافع التي تكمن وراء الخبر أو الحدث, ليتمكن الكاتب
 في نهاية مقاله التحليلي من تقويم الحدث والوصول إلى الهدف المنشود, ولهذا يجب تفعيل وظائف الصحافة
 المتخصصة "الإخبار والإعلام والإمتاع والمؤانسة والتسويق أو الإعلان والتعليم أو التنشئة الاجتماعية والتوجيه
أو الإرشاد ثم التفسير أو الشرح".
إن الرسائل الإعلامية هي منتجات ثقافية تعكس أهداف وقيم واتجاهات القائمين بالاتصال بنفس القدر الذي تعبر
عن بعض احتياجات المتلقين لتلك الرسائل الإعلامية. 
ويجب أن نعترف بأنه يوجد نقص كبير تعاني منه البحوث العلمية في مجال الإعلام والاتصال في العالم العربي,
 بسبب أن هذا المجال يعتبر جديد نسبياً في العلوم الإنسانية العربية, بالإضافة إلى عدم توجيه البحث العلمي في
الجامعات العربية إلى مجال الاتصال لقلة الوعي بأهميته وجدواه, وظل العالم العربي تابعاً للبحث العلمي الغربي
في هذا المجال. إن الميدان لدينا يحتاج إلى منطلقات بحثية بأدوات منهجية متطورة لدراسة أثر المضامين التي تبثها
 وسائل الاتصال على المتلقين من الناشئة, ويجب الأخذ في الاعتبار مستوى ذكاء المتلقي لمادة تلك الوسائل, وعمره
 وتعليمه ومستوى ثقافته, وهي عوامل تلعب دوراً خطيراً في حجم التأثير الذي تحدثه, وأسباب المطالبة بهذه البحوث
 منطلقة من أهمية وسائل الإعلام ذاتها, ومن اهتمام الجمهور والحكومات بتأثير وسائل الإعلام, ويحتاج أيضاً إلى
 إجراء دراسة على القائمين بالاتصال أو المسئولين عن توجيه الرسالة الإعلامية للنشء آخذة في الاعتبار خلفياتهم
الأسرية, ومستوياتهم الاقتصادية, وتوجهاتهم المهنية, ومستوياتهم التعليمية ومراتبهم الوظيفية, وتأثير ذلك على
 موقفهم من بعض قضايا مجتمعهم, وتتلخص الإشكالية في عدم وجود استراتيجية ثقافية شاملة يتم خلالها التخطيط
 السليم ووضع الأهداف المراد تحقيقها من خلال نشر هذه المواضيع وسبل معالجتها وكيفية طرحها.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

موضوع جميل بورك فيك

غير معرف يقول...

أيضا وسائل الاعلام لها دور في بناء اطار الفرد على العنف ،،وعلى دور المرأة في المجتمع،،وغيرها الكثير،،فقد استحوذت وسائل الإعلام في وقتنا الحاضر على اهتمامنا وانتباهنا ، وتكاد تحاصرنا في كل مكان نذهب إليه، وفي جميع الأوقات، إذ أصبحنا عرضة لما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه يوميا في هذه الوسائل.

شاكرة لكم..

غير معرف يقول...

وسائل الاعلام تؤثر على الأفراد من كل النواحي وأهمها الناحية المعرفية أو الفكرية..

الغلا

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا

غير معرف يقول...

قدمت وسائل الإعلام برامج تثقيفية كثيرة لكن أين من يستفيد منها